جاسوس (ربع مشكل)

قرأنا كثيرا عن قصص الجاسوسية التي تعج بالإثارة والتشويق والحبكة والحركة والمواقف الدرامية الحادة.... ولكن لم يخطر في بالنا أطلاقاً أن يكون هناك مواقف كوميدية في ملفات الجاسوسية فقد ظهر هذا جلياً في قضية الجاسوس الإسرائيلي المقبوض عليه مؤخراً في القاهرة.... فهذا الولد الأهبل أبو ريالة ذهب إلي ميدان التحرير وحاول الأ لتحام بالثوار وقيل أنه حاول الوقيعة بين الجيش والشعب وأنه زار المساجد والكنائس وحاول الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين وهو المتهم الأول في حرق قسم شرطة الأزبكية وأن المذكور وضع كل المعلومات والصور التي جمعها عن تلك الأحداث علي صفحته علي الفيس بوك وعلي موبايله وعلي الكمبيوتر المحمول الذي يخصه ، بل بلغت به السذاجة إلي قيامه بالاتصال بالموساد في تل أبيب من خلال تليفون غرفته في الفندق الذي نزل به ، وكذلك ضبط معه جواز سفره الإسرائيلي بجانب الجواز الأمريكي الذي يحمله ..... وهنا نحن نشعر أن هذا الجاسوس كان ينقصه شئ واحد وهو أن يعلق يافطة علي صدره تقول أنا الجاسوس الإسرائيلي ويتجول بها في ميدان التحرير أو يكتب علي صفحته في الفيس بوك .... الو الو حول... حول أنا الجاسوس أيلان تشايم.. هل تسمعني ...حول .
ومن الواضح هنا إن الموساد قد تأثر بمدرستين مشهورتين في الأعلام المصري وهي مدرسة ( تامر بتاع غمرة ) ومدرسة ( صحفية قناة المحور ) ... أما تامر بتاع غمرة فهي المدرسة التي أستخدمها التليفزيون المصري أثناء الثورة فقد أتصل تامر بأحد البرامج وقال أنه من سكان حي غمرة بالقاهرة وانه حضر للتو من ميدان التحرير وأن الميدان ممتلئ بالأجانب والإسرائيليين والإيرانيين و الفلسطينيين ودخل في نوبة بكاء وصراخ حاد قائلاً خلاص مصر راحت ... مصر انتهت ... وكلما حاول المذيع تهدئته أنخرط تامر في النحيب علي مصر التي ضاعت ، وبالتحقيق ثبت أن صاحبنا تامر ليس سوى مساعد المخرج وأن مخرج البرنامج طلب منه أجراء تلك المكالمة من غرفة مجاورة للأستوديو وتامر الآن ينتظر المحاكمة علي كذبه ( عزيزي القارئ لتسمع مكالمة تامر أدخل علي اليوتيوب وأكتب تامر بتاع غمرة ) .
أما المدرسة الثانية التي تأثر بها الموساد في تأهيله لهذا الجاسوس فكانت مدرسة صحفية قناة المحور ... في عز الثورة ظهرت فتاة علي برنامج 24 ساعة الذي يقدمه سيد علي وهناء السمرى وطلب منها المذيع والمذيعة الحديث عن كيفية تجنيدها فسردت الفتاة تجربتها وقالت أنها من ثوار حركة 6 أبريل وأنها سافرت إلي أمريكا وهناك تم تجنيدها للقيام بالثورة من قبل اليهود و الأمريكان .... وبالتحقيق مع تلك الفتاة ثبت أنها صحفية في أحدى الجرائد الأسبوعية وأنها لم تخرج من القاهرة أطلاقاً وليست لها أي علاقة بحركة 6 أبريل وأن قبضت مبلغ من المال لتقول ذلك مما أدى إلي قيام زملائها في الجريدة إلي ضربها بالحذاء وتسليمها للنيابة وهي تنتظر الحكم النهائي عليها ... وقد أدت تلك الفتاة إلي تأكل مصداقية الصحفي سيد علي والمذيعة هناء السمرى وحتى يومنا هذا ما أن تذكر أمام سيد علي أسم تلك الصحفية فينخرط الرجل في نوبة اعتذار هستيري علي سقطته في حق الثورة وشهدائها
نرجع لموضوع الجاسوس هل من أرسله في الموساد بهذه الخفة والتفاهة والسذاجة ؟ بالطبع لا ... فالموضوع أكبر من ذلك فمن الواضح أن الموساد يدبر شئ بليل لمصر وهذا التافه الذي أرسلوه ليس سوى طعم وقنبلة دخانية تريد بها إسرائيل النيل من الثورة وشبابها وأن وراء الأكمة ماورائها وخصوصاً بعد أن حاولت بعض الأفواه المريضة التطاول علي الثورة ورجعت جريدة الأهرام إلي أسلوبها التعبيري المريض وربنا يكفينا شر تعبيرية الأهرام وفلول الحزب الواطي المنحل ولذلك سنقول لكم بوضوح ... نعم نحن ثوار ميدان التحرير عملاء للأمريكان والإسرائيليين بدليل أننا قتلنا الشهيد سليمان خاطر من أجل عيون إسرائيل وأننا كذلك سمحنا بضرب العراق واستوردنا المبيدات المسرطنة وأغلقنا معبر رفح وساهمنا في ضرب غزة وأهلها وأننا ثوار يناير أفسدنا الحياة السياسية المصرية ونهبنا البلد وقتلنا المصريين في القطارات والعبارات وكل ما كانت إسرائيل تطلبه كنا ننفذه بالحرف الواحد حتى الغاز فنحن من صدرناه لإسرائيل .... ولذلك نطلب من فلول الحزب المنحل الجهلة الرجوع إلي جريدة التايمز الأمريكية ويديعوت أحرونت الإسرائيلية وبها تقرير كامل عن هول الصدمة التي أصابت الموساد من ثورة يناير ليعرفوا أن إسرائيل في أسوء توقعاتها لم تتوقع الثورة وأنها كانت تراهن علي مبارك وأبنه وأسئلوا أيهود باراك الذي صرخ يوم تنحي مبارك قائلاً يا خسارة فالرجل كان كنز استراتيجي لنا .... فأرسال هذا الجاسوس الأهبل أبو ريالة يعنى شئ واحد وهو أنه جاسوس أرسل ليقبض عليه وأنه صنع ليقع .... لتنشر صوره في ميدان التحرير وفي الأزهر الشريف .... محاولة مريضة من الموساد لتشويه الثورة ولكن بطريقة جديدة ..(. طريقة تامر بتاع غمرة )