حياتنا والمستقبل
حياتنا والمستقبل
حياتنا والمستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولتسجيل دخول الاعضاء
اهلا بكم فى منتدى حياتنا والمستقبل يشرفنا تواجدكم معنا ومشاركتنا باسهام ما ترونه مفيدا وخلاقا مع تحيات ادارة المنتدى وتحيات صابر حجاج ياسين المحامى

 

 المتغيرات السياسية ومستقبل العمل العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نيجار عادل

نيجار عادل


الجنس : انثى عدد المساهمات : 630
تاريخ الميلاد : 30/04/1981
تاريخ التسجيل : 30/09/2010
العمر : 42
العمل/الترفيه : مجال الصحافة
المزاج : جميل بيكم

المتغيرات السياسية ومستقبل العمل العربي Empty
مُساهمةموضوع: المتغيرات السياسية ومستقبل العمل العربي   المتغيرات السياسية ومستقبل العمل العربي I_icon_minitimeالأحد أغسطس 07, 2011 7:25 pm




الملمح الرئيسي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرا، هو خلوها من الطرح الآيديولوجي، واعتمادها مواقف براغماتية. فقد نأت هذه الحركات بنفسها عن طرح الشعارات القومية والوطنية، التي طبعت عقدي الخمسينات والستينات








تمر المنطقة العربية، هذه الأيام، بأخطر وأدق مراحل تاريخها، منذ أنجزت استقلالها، بعد الحرب العالمية الثانية. فقد اتضح أن ما يدعى بـ"الربيع العربي"، لم يأخذ مكانه بقوة الدفع الذاتي، بل تداخلت فيه قوى محلية وإقليمية ودولية، استثمرت حالة الانسداد التاريخي الذي تمر بها الأمة، لتنفذ أجندات، بدأ الإفصاح عنها منذ أربعة عقود. وقد حانت الفرصة أمامها، لتجعل من "الربيع العربي" موسما للحصاد.



في هذا الحديث، وأحاديث قادمة سنركز على تأثير هذه التحولات على مستقبل العمل العربي. وسنحاول أن لا نكتفي بالتشخيص، بل سننتقل إلى وضع توصيات لنقل العمل العربي، من حالة الركود التي يعاني منها، إلى محاولة تفعيله، إيمانا منا بدور الفعل الإرادي الإنساني في صناعة مستقبل الأمة. في هذا السياق، سنبدأ بتأشير بعض ملامح هذه المرحلة.



أول هذه الملامح، أن النظام العربي، الذي تأسس بعد الحرب الكونية الثانية، ظل متماسكا رغم عجزه عن التصدي للتحديات التي واجهها. لقد فرض عليه الدخول في مواجهة غير متكافئة مع المشروع الصهيوني، في وقت مبكر، وهو لم يزل في طور التدشين. وجرى اغتصاب فلسطين، لتعقبها ثورات غضب وصراعات قبائل، ونزاعات حدود وحروب داخلية. ولكنه ممثلا في جامعة الدول العربية، بقي خيمة يستظل ويلجأ لفيئها العرب أثناء أزماتهم ومحنهم.



واقع الأمر أن العمل العربي المشترك شهد انتكاسات مروعة، وبشكل خاص، بعد معركة العبور عام 1973، بعدما تصورنا أنه العبور من ضفة اليأس والهزيمة إلى ضفة الأمل والبناء. وتأكدت انتكاسة العمل العربي، بالعجز عن مواجهة العربدة الإسرائيلية، واتساع أذرع آلة حربها، لتصل شرقا إلى بغداد، وغربا إلى تونس. وجاءت حروب الخليج المتتالية، لتكشف بصورة كاريكاتورية عن حالة التداعي في العلاقات العربية ـ العربية. وبالتوازي مع حالة العجز، أتيح للقوى الكبرى التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤوننا. وقد برز ذلك بوضوح، في التسويات التي تمت بين أنظمة المواجهة والفلسطينيين، مع الصهانية، بالرعاية الأمريكية، وتحقيق إسرائيل اختراقات واسعة في البنيان العربي.



وكانت أبرز ملامح العقود الثلاثة الأخيرة، هي قبول فكرة الصلح مع إسرائيل، وتراجع دور جامعة الدول العربية، واتساع الفروق بين الغنى والفقر، وبروز خطاب سياسي متواطئ مع تفتيت الأمة. وكان العجز أمام صيحات أطفال فلسطين، هو التجسيد العملي لهذا التراجع. وقد عبرت العواصف الاجتماعية الأخيرة، عن احتقان عميق، مرده استفحال الفساد والاستبداد، وغياب الحريات، وعدم التمييز بين المال العام والخاص، وصول مشاريع التنمية في معظم البلدان العربية لطريق مسدود. لم تختلف المطالب التي حملها الجيل الجديد، في حركة الاحتجاجات الأخيرة عنها في مشروع النهضة الذي انطلق قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى. فحقوق المواطنة، والحرية والعدل الاجتماعي والقضاء على الفساد، حضرت بقوة في جميع المنعطفات التاريخية التي شهدتها البلدان العربية.



الملمح الرئيسي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرا، هو خلوها من الطرح الآيديولوجي، واعتمادها مواقف براغماتية. فقد نأت هذه الحركات بنفسها عن طرح الشعارات القومية والوطنية، التي طبعت عقدي الخمسينات والستينات. فليس هناك حديث عن الوحدة العربية، أو تحرير فلسطين. وطبيعي أن ليس للتاريخ أن يعاود حركته بذات الرتابة التي سادت من قبل. هل يعني ذلك، أننا باتجاه مرحلة تترسخ فيها قيم الدولة القطرية، وتتخلى عن قضية فلسطين؟ وهل سوف يوضع أيضا على المحك مستقبل العمل العربي المشترك؟ لقد غابت هذه الأسئلة عنا، أثناء انشغالنا بالأحداث، وحان لها الحضور، نظرا لتأثيراتها المباشرة على المستقبل العربي.



ملمح آخر للحراك الأخير، أن النخب السياسية، الموالية والمعارضة، وقفت خارج التاريخ، بينما تقدم الشباب اليافعون، ممثلين نبض حركته. وكان رفض الشبان للشعارات التي طبعت التاريخ العربي منذ الخمسينات، هو في حقيقته رفض لتكلس النخب السياسية، باعتبارها نخبا شاخت وعجزت عن حمل مشروع النهصة. وهنا تواجهنا عملية خلط بين الفكر والممارسة، وبين الموقف من النخب التي تأكد فشلها، والموقف من الأهداف النبيلة التي حملتها تلك النخب.



وإذاً فهي ردة فعل مؤقتة على إحباطات وإخفاقات، ستنتهي بعد أن يكتشف هذا الجيل، من خلال التحامه وحراكه اليومي، ومن خلال المساندة التي يقدمها له أشقاؤه العرب أن لا مفر من العودة لعمق الأمة الاستراتيجي، وأن حل معظم المشكلات في الأقطار العربية، لن يكون خارج دائرة الهوية والوعي العربيين.



فمصر العربية، التي خاضت أربع حروب مع الصهاينة، منذ نكبة عام 1948، وقدمت خيرة شبابها دفاعا عن الكرامة العربية، لن يكون بإمكانها، في مناخ سياسي صحي أن تدير ظهرها للأمة. لقد توصلت القيادة المصرية لحل سلمي مع الصهاينة، استعادت بموجبه شبه سيناء. لكنها بالمقابل رهنت جزءاً من سيادتها وحريتها في الحركة. وخلال ثلاثة عقود، غلبت القيادة المصرية علاقاتها بإسرائيل، على مجمل الاتفاقيات التي وقعتها مع أشقائها العرب، بما في ذلك ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. وفي مجال القضية الفلسطينية، اقتصر دور مصر، على لعب دور الوسيط بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وهو دور لا يقارن بأي حال، بالدور الذي لعبه الوسيط الأمريكي بين العرب و"الإسرائيليين". ولا شك أن خروج مصر من دائرة الصراع هو أهم إنجاز حققه الصهاينة على الإطلاق، منذ تأسيس كيانهم الغاصب. وقد ارتبط هذا الإنجاز بجملة من التحولات الاستراتيجية في السياسة المصرية. وسيكون على مصر، لكي تتقدم إلى الأمام أن تعيد النظر في علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع الكيان الغاصب.



لن يكون ممكناً لمصر، أن تكسب استقلالها الكامل، وأن تتجه حثيثاً نحو تنمية حقيقية لشعبها، من دون التخلص من أغلال وتبعة اتفاقية كامب ديفيد، والعودة لعمقها، وتحقيق التكامل الاقتصادي مع بقية البلدان العربية، والاضطلاع بدور قيادي في المنظومة العربية، وإعادة الروح للمواثيق والاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها مصر في إطار العمل العربي الجماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المتغيرات السياسية ومستقبل العمل العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حياتنا والمستقبل :: الفئة الاولى :: المنتدى العام-
انتقل الى: